رواية رائعه بقلم زينب
كافية
بلال ببرود مستفز
_وانا مش هشرب غير من ايد مراتي
لم تتحدث وهي تعود للجلوس مرة أخري وكأنها لا تسمعه
لينظر هو لها
قبل أن يترك مكتبه ويتجه لها
حتي وقف أمامها لترفع هي عيونها وتنظر له
لتتقابل عيونه الذهبية بزيتونتها تتقابل عيون مليئة بالتحدي بأخري ذات نظرات لا يعلمها سواه
فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول
وامسك رأسها ب يد واحدة وحركها لأحد الجهات في الغرفة وأشار لأحد الاركان بيده الاخري
نظرت للماكينه ثم له الذي كان ينظر للامام لتلمحه بلمحه سريعة ملامحه وسيمة لحد قاټل تقسم انها لو كانت رأته من قبل لعشقته دون حديث لكن أيضا هي الان تستطيع أن تعشقه فما هو المانع الذي يقف أمامها لا شئ فقط عندها وتحديها
_جوزك حلو صح
انفزعت داخلها لكن لم تظهر هذا وهي تقول بجمود
_انا بنت مقبلش اني ابقي خدامة يابلال.. أو اشتغل علشان حد.. واخدمه.. انا مقبلش اني اكسر كبريائي.. أو حد يكسره.. انا مقبلش أن راسي توطي لاي حد.. حتي لو كان انت...جوزي
هتف وهو ينظر لها وكان مازال يمسك رأسها بيده ليقربها منه حتي تقابلت عيونهم تماما هتف وعيونه ترسمها هامسا
واها صح انا قهوتي سادة ..كفاية اوي اني اشوف السكر قدامي وانا بشربها...
يتبع...
سمعت كلماته تلك وصمتت لكن داخلها كان سعيد بكلماته فهو ارضي غرورها الأنثوي بشدة بينما سرعان ما قررت أن تفقد تلك اللحظة جمالها وهي تقول بتحدي
تجاهل كلمة..حلو.. وهو يقول باستفزاز
_وانتي مهتمين للدرجة دي انك تبقي مراتي وفي بيتي متوقعتش دا الحقيقية
هتفت فريدة سريعا
_لا طبعا انت فهمت غلط انا اقصد انك مقدرتش تعمل حاجة اهو وانك بق علي الفاضي
كان مازال يقف أمامها ليضع يده فجأة علي فكها ويضغط عليه بشدة هامسا
فريدة
_كداب بابا اصلا مفتحنيش في الموضوع دا
بلال ببرود وهو يتركها ويبتعد عنها
_لان ببساطة رأيك مش مهم
فريدة بصړاخ غاضب
_والله
لم يجيبها وجلس علي مقعده
وصمت لثواني قبل أن يقول
_علشان نجيب من الاخر يافريدة انا هتجوزك يعني هتجوزك بموافقتك ..برفضك ..الفرح بكره لكن لو مضايقك للدرجة دي يبقي يلا بينا دلوقتي علي البيت وسيبنا من الدوشة دي
اسكتها بإشارة من يده وهو يقول
_مش عايز كلام كتير ويلا دلوقتي اعمليلي قهوة ...يامراتي
قال كلماته الأخيرة ونظر للورق أمامه وكانها ليست موجوده لتدبدب بقدميها علي الأرض بغيظ قبل أن تتجه للماكينة بخطوات سريعة غاضبة
لتظهر علي شفتيه بسمة... لا تعرف ما هو معنها
سمع جرس الباب هو ووالدته التي كانت تشاهد أحد المسلسلات الهندية باندماج شديد
لتقول والدته وهي تنظر للتلفاز بأنتباة
_ابني رجاء قم بفتح الباب للضيف
نظر لها بزهول وهو يقول
_اية ياماما دا هي للدرجادي المسلسلات أثرت عليكي وبقيتي تتكلمي زيهم
انتبهت بكلماته لتقول وهي تنظر للتلفاز ولكنها معه
_معلش ياعبد الرحمن مش واحدة بالي بتقول أية
عبد الرحمن وهو يضرب كفا بأخر
_ولا حاجة بقول هروح افتح حالا
وتركها واتجه للباب
ليقوم بفتحه لتظهر أميرة ويظهر عليها التوتر الشديد لينظر لها بتصفح وتركيز لعله يعرف ما السبب الذي يجعلها بهذا التوتر
بينما قالت هي سريعا
_السلام عليكم يااستاذ عبد الرحمن ..هي مدام سعاد جوه
عبد الرحمن
_اها جوه بس نصيحة متدخليش
نظرت له بعدم فهم وحاجبين معقودين ليتابع هو
_اصلها بتسمع كوتشينة وفرناف جوة ومشغولة بيهم اوي
ضحكت بصوت عالي وهي تقول
_تقصدي كوشي وارناف
_اها اها هما دول
ابتسمت وهي تقول
_طيب وانا اعمل اية دلوقتي في المصېبة دي
عبد الرحمن بتسأل
_مصيبة اية
أميرة ببساطة
_مفيش كل الحكاية أن طنط كانت معطياني وصفة اكل علشان اجربها واتعلم الطبخ وعملتها زي ما قالت بس الأكلة باظت اعتقد
عبد الرحمن
_باظت... طيب ادخلي شوفيها كدا ويارب تركز معاكي
اؤمات بحسنا وتركته واتجهت للداخل لتجدها تجلس وعيونها تخرج منها قلوب وهي تنظر لأحد المشاهد الرومانسية بين الابطال وهتفت بصوت شارد
_هي دي الرجالة ولا بلاش مش جوزي الله يرحمه كان ممسيني بعلقة ومصبحني بعلقة
نظرت لها بزهول ليقول عبد الرحمن سريعا وكأنه يدافع عن والده
_لا والله بابا كان رومانسي اووي بس شكلها نسيت
ضحكت علي كلماته قبل أن تقول
_طنط شكلها مشغولة اووي انا هروح اتصرف انا احسن
عبد الرحمن
_انا ممكن اساعدك
قالت وهي ترمقه بعيون ضيقة
_هتعرف
هتف بزهو
_انا عرضوا عليا اشتغل في فندق خمس نجوم شيف وانا رفضت
ضحكت ولم تتحدث ثم أشارت له أن يتبعها
كان يقف ينظر ل اواني الطهي پصدمة شديدة وعيون مفتوحة من زهوله وهو ينظر لكل نوع پصدمة أشد وهي تطالعه پخوف وقلق من حالته تلك قبل أن تقول
_ها سهل نصلح الحاجات دي ولا اية
هتف وهو ينظر لها
_هو سهل اننا نرميهم في الژبالة
هتفت بحزن
_للدرجة دي الاكل وحش يااستاذ عبد الرحمن
عبد الرحمن
_ممكن تقوليلي خلطة المكرونة البشاميل دي أية
أميرة
_مكرونة وبشاميل وبيض ولحمة مفرومة
عبد الرحمن
_اقصد عملتيها ازاي
أميرة
_حطيت المكرونة وبعدين اللحمة وبعدين مكونات البشاميل كانت أية ياربي مش فاكرة بس كان في دقيق وحطيت البيضة
سأل پخوف
_المكرونة سلقتيها قبل ما تتحط
أجابت بفخر
_لا طبعا لو ساقتها وبعدين حطيتها تتطيب كانت هتتعجب ويبقي طعمها وحش
كاد يبكي من صډمته وهو يتسأل داخله أن ذكائها هذا ربما ينقذ احد الدول من الاحتلال
قالت هي وهي تشير لأحد الاطباق
_اية رأيك في البيتزا دي
هتف پصدمة لم يستطيع أن يخفيها
_هي دي بيتزا
_اها..اومال انت فكرتها أية
عبد الرحمن
_فكرتها...ولا اقولك بلاش...انتي عامله الاكل دا كله لية صح
أميرة
_كنت عايزه اعزم صحابي
عبد الرحمن
_بصي خلي كل واحد يجي بأكله أو الاسهل اعزميهم في مطعم ونصيحة متدخليش مطبخ تاني
أميرة
_للدرجة دي انا سيئة في حكاية الطبخ
عبد الرحمن
_للاسف اها
أميرة
_علي فكرة انا يعتبر شاطره انا عندي صحبتي فريدة بتحط للقهوة ليمون علشان عندها اقتناع ان لزعة الليمون بتقلل من مرارة القهوة
كاد يبكي من اختراعها هي في الاكل ثم الان صديقتها البلهاء تلك
ليقول
_طيب خير وبركة انك بتعرفي تعملي مشروبات اهو أما صحبتك دي مستحيل تتجوز بحالها دا
أميرة
_علي فكره هي مكتوب كتابها وهتتجوز قريب
عبد الرحمن
_ومين الاهبل اللي رضي بيها دا
أميرة
_اششش الحيطان ليها ودان ..اسكت ياعم انت متعرفش دي متجوزه مين
عبد الرحمن
_مين يعني
أميرة بهمس
_الشيطان
عبد الرحمن
_اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ازاي دي تتجوز شيطان مقابلته أمته اصلا وكيف
ضحكت قائله
_ياعم انت روحت فين انا اقصد بلال عز الدين رجل الأعمال اللي لقبه الشيطان..مش شيطان حقيقي
_اها قولتيلي...بس برضوا وصلتله ازاي دي
أميرة
_تقصد وصلها ازاي دا... هو اللي أصر علي جوازه منها رغم انها رافضه..المهم انت شايف اني اعزمهم في مطعم احسن
عبد الرحمن
_انا مش شايف غير كدا اصلا
بنفس ذات الوقت كانت تضع القهوة أمامه والحنق يظهر علي ملامحها جيدا
ليمسك هو الفنجان ويبدأ يرتشفه بهدوء لتمتعض ملامحه فجأة ويضع الفنجان علي سطح المكتب ثم ينظر لها قائلا
_انتي حاطه أية في القهوة دي
قالت ببراءة شديدة
_لمون
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب متسائلا
_نعم ليمون..ودا نوع قهوة جديدة يعني ولا اية
فريدة بضيق
_يعمي انا غلطانة علشان كنت عايزه اقلل من مرارة القهوة
بلال
_وهو حد طلب منك حاجة يابنتي
تأففت وضړبت الارض بقدميها بغيظ ولم تتحدث ليقول هو
_صح انتي كنتي عايزه اية
فريدة بتعجب
_في ايه
بلال بضيق من غبائها
_اقصد جيتي هنا ليه
فريدة
_اها فكرتني صح كنت جايه اقولك أن في اجتماع مع وزير الوزراء وبابا وناس كدا علشان الخطة الجديدة بتاعتكم دي..الا صحيح بابا يقصد ايه
وقف واتجه سريعا للخارج وهو يقول
_ولسة فاكره تقولي دلوقتي ياهانم... يخربيتك ويخربيت القهوة يافريدة
وتركها وغادر
نظرت له پصدمة من رد فعله
لكن سرعان ما أمسكت ..الاب توب.. الخاص بها وضغطت علي أحد الأزرار وبدأت تعمل هي بسرعة فائقة وابتسامة زهو وسرور ظهرت علي شفتيها وهي تقول
_كنت حاسه ان هنا اقرب مكان لتجمع الشبكات مع بعض
كان يسير بين ممرات أحد أكبر الهيبارات في مكان سكنه وهو يختار بعض الأطعمة الجاهزة والخضروات فهو يسكن وحيدا في منزله بعيدا عن عائلته ورافضا أن يخدمه أحد مما جعله يفعل كل شى بنفسه وقف أمام أحد الارفف وظل ينظر لها بفرح وكأنه طفل وسرعان ما أمسك بالعديد من الحلويات والمقرمشات بأعداد هائلة وهو يضعها في الصندوق الذي بيده وابتسامة بلهاء علي شفتيه وبعد أن اقتني ما يريد من ذلك الركن التف ليكمل تسوقه ليصطدم باحدهم و
هتفت بتأوة غاضب وهي تبتعد عنه
_اها مش تحاسب يااعمي انت
هتف بضيق
_علي فكره انتي اللي كنتي جايه ناحية المكان اللي واقف فيه يعني انتي اللي غلطانه يافندم
رفعت نظرها پغضب لتتقابل عيونهم للحظة ليصمت كل منهم
لفترة
طويلة...طويلة جدا
قبل أن تقول هي بهمس خفيف
_معتز
ظل ينظر لها پصدمة قبل أن تتحول ملامحه تدريجا للجمود ثم قال وهو يستعد للذهاب
_اها معتز...بعد اذنك...فرصة سعيدة
وتركها وذهب وهي تراقبه بحزن عميق
وقبل اختفائه كليا سمع من تهتف ببراءة
_مامي انا عايزه من دي ..يامامي انتي سمعاني
ليتنهد بحزن ودمعه هاربة فرت من عيونه ليمسحها هو پعنف ويقف لثواني بعيد عنها يتنفس بعمق وضيق وهو يضع يده علي صدره تحديدا عند قلبه يضربه پعنف وقوة وكأنه يحاول أن يوقف دقاته التي تكهربت عندما لمحها أمامه
عشقه الوحيد والأول والاخير
حاول نسيانه ولكنه الآن اكتشف أنه حاول أن يتناسي وليس أن ينسي
هي وشمت بخط عريض في قلبه
لما ظهرت الان في حياته
لما جعلته يرجع لچحيم الحب مرة أخري
فقط خرج منه بعد عڈاب وقهر خرج منه بسبب صديقه الذي ظل يضغط عليه شهوور حتي ينساها كان فقط يذكره بأنها تركته ..كان يذكره انها الان مع غيره .. وكان يذكره انها يوما ما ستكون ام لطفل تمني يوما أن يكون ابنه منها هي
وجاء اليوم أن يراها
مع طفلتها ف اي حزن هذا ياربي الذي يمر به
في ذلك المكان الذي قاموا فيه الاجتماع الماضي كانوا نفس الأشخاص وكل شئ كما هو بأختلاف أن شيطان الاقتصاد أصبح متزوجا ...
هتف وزير الوزراء بعد أن ألقي المقدمة الاستفتاحية بجدية
_طبعا المرة اللي فاتت اتفقنا أن فاضل تجهيز خطة التطوير وحاليا احنا جهزنا خطة تطوير التعليم وبعض الاشياء الاخري وهيعرض عليكم الخطة التطويرية ...ضياء بية
وأشار لأحد الأشخاص
ليقف ذلك الشخص والذي لم يكون سوي وزير التربية والتعليم ويبدأ بالحديث قائلا
_الصلاة والسلام علي اشرف المرسلين نبدأ الحديث اليوم كي نحقق مستوي تعليمي افضل لأبنائنا مصرين علي أن نرتفع مرة أخري ونعود كما كنا عرب ذو ابداع خاص وليس متتبعين خطوات الغرب دون أي اعتراضات أو تفكير..نحن نريد أن يكون هناك تسوي بين المدارس الحكومية والخاصة واللغات نريد أن يكون الجميع